تزود كندا العالم بالموارد الطبيعية بكثرة، من الوقود الأحفوري، إلى المعادن، و الأخشاب، إضافةً للمحاصيل.
لذا فإن ارتفاع أسعار السلع أمر جيد، أليس كذلك ؟ الأمر معقد نوعاً ما.
يقول كلّ من رئيس CIBC، وكبير الاقتصاديين Avery Shenfeld و Royce Mendes: “يمكن لاستجابة السوق إلى ارتفاع أسعار الموارد – و خاصةً إن لم تدوم طويلاً موارد هذه السلع – أن تحوّل أحياناً ما يبدو كهديةٍ إلى كندا، إلى ما يشبه صندوق باندورا”.
و يجادل الاقتصاديون بأن ما نراه في الارتفاع الأخير في أسعار السلع، ربما لا يكون هو ما يسمى ب “الدورة الفائقة”، التي شوهدت آخر مرة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي يغذّيها التصنيع الهائل في الصين.
إن تدفقات الموارد تأتي وتذهب، و لكنّها في الغالب لا تدوم طويلاً.
وأشاروا إلى أن هذا الأمر يحمل كل علامات الارتفاع المؤقت. لذا، حتى لو استمرّ بضع سنوات فقط، فما الفائدة منه؟
وأوضح كلّ من Shenfeld و Mendes: ” أن هذه الهدية المؤقتة، تزيد من الخطر في أن يتسبّبَ الحماس لارتفاع الموارد والعملة، بإرسال الدولار الكندي إلى مستويات تضرّ بالقدرة التنافسية لتكلفة البلد في القطاعات الأخرى، لا سيّما إذا ما أدى ذلك لخسارة في الحصة السوقية للمصانع الجديدة، التي تبني منتجات المستقبل”.
هذا الأمر، يطلق عليه تسمية “المرض الهولندي”، وقد شهدته كندا من قبل، عندما ارتفعت أسعار النفط.
حيث يؤدي ارتفاع أسعار الموارد، لارتفاع قيمة الدولار الكندي، مما يرفع الأجور وبالتالي يضع الإنتاجية والقدرة التنافسية في دوامة هبوطية.
خلال الدورة الفائقة الأخيرة، فقدت كندا حصتها في السوق، من واردات الولايات المتحدة إلى الصين والمكسيك والولايات المتحدة نفسها.
يتطلع العالم بأكمله حالياً، إلى فرصٍ طويلة الأجل فيما يتعلق بمجال التكنولوجيا، لا سيما في مجالات الطاقة، من أجل تقليل الكربون والحفاظ عليه.
و يقول CIBC إن القرارات بشأن بالمكان الذي سيتم فيه بناء مَرافق الإنتاج هذه، سيتم البتّ بها في العامين المقبلين، بالإضافة لتكاليف العمالة، وبالتالي فإنّ سعر الصرف في كندا، قد يكون أمراً جوهرياً.
ارتفاع الدولار الكندي مؤقت
ويقال أيضاً، أن الشركات التي تتخذ هذه القرارات، “ربما لا تدرك أن سعر الصرف قد يرتفع بشكل مؤقتٍ فقط”.
و أضاف CIBC، إن الدولار الكندي يمكن أن يكون مدفوعاً بالموارد، عبر ثلاث طرق، وكلها تعمل الآن.
الميزان التجاري الاسمي المحسّن، “يحتاج العملاء الأجانب لشراء المزيد من عربات النقل لكل قطار من المواد الخام”، و يتم جمع الدولار الكندي مع عملات السلع الأخرى، ويزيد زخم المضاربة و في النهاية، يراهنُ المستثمرون على أن ارتفاع الموارد سوف يدفع بنك كندا ليرفع أسعار الفائدة في وقتٍ أبكر من الولايات المتحدة.
كما يقول الاقتصاديون في CIBC، أن الموقف المتشائم للاحتياطي الفيدرالي، قد ساعد الاحتياطي، و لكن لا يقدم بنك كندا أيضاً “مقاومةً” كبيرةً لارتفاع العملة.
إن أفضل سيناريو، كما يُقال، هو قدرة كندا على جني ثمار ارتفاع الموارد، مع احتواء صعود الدولار الكندي.
يعتقد CIBC أن هذا ما زال ممكناً. كما تتوقع أن يفاجئ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسواق بالتشديد، في وقتٍ أبكر من المتوقع، كما يتوقع أن يعود الدولار الكندي إلى 76.9 سنتاً أمريكياً في العام المقبل.
و لكنهم يقولون أيضاً إن بنك كندا يحتاج لأن يكون جزءاً من هذا الحلّ.
اقرأ أيضاً: