أوشكت كندا على اللحاق بالولايات المتحدة بنسبة عدد إصابات COVID-19 للسكان، ومن المحتمل أيضاً أن تتجاوزها قريباً.
وقد أظهرت المعلومات التي تم جمعها من قاعدة بيانات COVID-19 التابعة لجامعة Johns Hopkins، أن الولايات المتحدة تضيف ما يقارب 196 إصابة جديدة بCOVID-19 لكل مليون شخص يومياً، بينما تضيف كندا 180 إصابة جديدة لكل مليون شخص بشكل يومي.
و تستند هذه البيانات إلى متوسط أسبوعي متجدد للإصابات التي يتم تسجيلها يومياً
ما يعني أن الفرق قد يصل إلى نحو 59 مليون إصابة، وهو اتجاهٌ مقلق كما يقول الخبراء.
وأشار Anthony Dale، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية مستشفيات أونتاريو، إلى إن الولايات المتحدة عانت من أكبر كارثة صحية في تاريخ العالم الغربي الحديث.
وعلى الرغم من أن الوضع يتحسن هناك بسبب حملة التلقيح الضخمة، إلا أن كندا تتجه في الاتجاه المعاكس، وهي على وشك تجاوز الولايات المتحدة من حيث انتشار الفيروس في المجتمع.
تأتي هذه الأرقام في الوقت الذي تكافح فيه كندا ضد الموجة الثالثة من COVID-19، والتي تلعب فيها الأنواع المتحولة من الفيروس دوراً ملحوظاً.
كما أن معدل التلقيح متأخر عن العديد من الدول الأخرى، حيث تلقى حوالي ثلث الأمريكيين جرعة واحدة على الأقل من لقاح COVID-19، مقارنةً بنسبة 16٪ في كندا.
وتبدو هذه المعدلات أكثر وضوحاً عند النظر إلى عدد السكان الذين تلقوا اللقاح بشكل كامل(جرعتين)، حيث قامت الولايات المتحدة بتلقيح ما يقارب 19٪ من السكان، مقارنةً بـ 1.9٪ من السكان في كندا.
وقد أكد Noel Gibney ، وهو أستاذٌ في كلية الطب بجامعة ألبرتا، إن كندا ستتجاوز الولايات المتحدة في حالات COVID-19 بالنسبة للسكان خلال الأيام القليلة المقبلة، فالأنواع المتحولة تنتشر بقوة، حتى مع معدلات التلقيح المرتفعة.
كما قال مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة، في بيانٍ له في 2 أبريل/نيسان، إن معدل COVID-19 في كندا “مرتفع جداً”، وهو أعلى مستوى في التصنيف، كما حثّ الأمريكيين على عدم السفر إلى كندا، وخصّ بالذكر الأنواع المتحولة من الفيروس في البلاد.
وجاء في البيان: “بسبب الوضع الحالي في كندا، يحتمل أن يكون المسافرون (حتى أولئك الذين تلقوا اللقاح بشكل كامل)، معرضون لخطر الإصابة بالأنواع المتحولة من COVID-19 ونشرها، لذا يجب عليهم تجنب السفر إلى كندا”.
لكن وعلى الرغم من ذلك، تتفوق كندا على الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى في المقاييس الأخرى.
فبحلول 27 مارس/آذار، كان لدى كندا 62 شخص لكل مليون نسمة في المستشفى، مقارنةً بـ 104 لكل مليون في الولايات المتحدة، و 65 لكل مليون في المملكة المتحدة، و 400 لكل مليون في فرنسا، وذلك بحسب بيانات الاتحاد الأوروبي والحكومات الأخرى التي تم تجميعها بواسطة Our World in Data.
كما أن معدل الوفيات في كندا أقل بناءاً على المتوسط الأسبوعي، حيث توفي 0.91 شخص لكل مليون بسبب COVID-19 بحسب بيانات 6 أبريل/نيسان، مقارنةً بـ 2.34 لكل مليون في الولايات المتحدة، و 0.5 لكل مليون في المملكة المتحدة ، و 3.96 لكل مليون فرنسا.
لكن وعلى الرغم من ذلك، فقد أشار Gibney إلى أن عدد الإصابات هو مؤشرٌ رئيسي، ما يعني أنه ومع ارتفاع إصابات COVID-19، فإن معدل العلاج في المستشفيات والوفيات سيرتفع أيضاً خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وقد أدى ارتفاع معدل الإصابات، وخصوصاً إصابات الأنواع المتحولة في بعض المناطق، بالإضافة إلى بطء وتيرة توزيع اللقاح، إلى تطبيق إجراءات الإغلاق من جديد.
مع العلم أنه يوجد حالياً أكثر من 16000 إصابة مؤكدة بالأنواع المتحولة من COVID-19 في مختلف أنحاء البلاد.
هذا وقد أعلنت ألبرتا يوم الثلاثاء عن العودة إلى تطبيق قيود الصحة العامة، مثل منع تناول الطعام في الأماكن المغلقة، كما أعلنت أونتاريو عن أمرٍ بالبقاء في المنزل لمدة أربعة أسابيع للسيطرة على انتشار الفيروس وإتاحة الوقت للمزيد من الناس لتلقي اللقاح.