على الرغم من إجراءات الإغلاق المفروضة بسبب الوباء في جميع أنحاء البلاد، فقد استمر الكنديون في شراء المنازل، حيث ارتفع حجم المبيعات على أساس سنوي في منطقة تورنتو الكبرى بنسبة 50٪، كما ارتفعت أسعار المنازل بنسبة 15.5٪ خلال شهر يناير/كانون الأول.
وقد نمت المبيعات والأسعار بمعدلات أعلى بكثير مما كانت عليه خلال الفترات المماثلة قبل الوباء ، مما يكشف عن مدى تقدير الكنديين للاستثمار في العقارات.
و يتوقع مجلس العقارات الإقليمي في تورنتو أن يتخطى متوسط سعر المنزل علامة المليون دولار للمرة الأولى في تورنتو خلال عام 2021.
ولا يقتصر هذا الحماس على المناطق الحضرية الكبرى فقط، حيث تشهد المدن الصغيرة مثل لندن في أونتاريو، طلباً غير مسبوق، و ارتفعت أسعار المنازل هناك بأكثر من 50 ألف دولار في يناير/كانون الثاني، بزيادةٍ قدرها 9.4٪ خلال شهر واحد فقط.
إلا أن بعض النقاد يعتقدون أن هذا سيسبب مشاكل للاقتصاد وقد يشكل مخاطر مالية كبيرة على الأسر.
مع العلم أن معدلات النمو المرتفعة في أسعار المنازل ليست مستدامة. لكن وعلى الرغم من ذلك يقوم البعض بدفع مبالغ طائلة مقابل أحد المنازل التي قد تفقد قيمتها في المستقبل.
كما أن الاستثمار المتزايد في الإسكان ليس عرضياً ولا تخمينياً، حيث تستجيب الأسر الكندية للحوافز من خلال الاستثمار في قطاعات الاقتصاد التي تتيح لها نفوذاً كبيراً.
و يمكن للكنديين اقتراض الملايين للاستثمار في العقارات عن طريق خفض 20٪ من سعر شراء المنزل. كما يمكن للشخص الذي يشتري منزلاً لأول مرة اقتراض ما يصل إلى 95٪ من السعر.
و يتوق كل من المقترضين والمقرضين إلى أن يكونوا جزءاً من السوق، حيث ارتفعت أسعار المنازل بشكل متزايد على مدى العقود القليلة الماضية.
كما تكشف نظرة سريعة على التركيبة السكانية أن متوسط دخل الأسرة للمستأجرين يختلف كثيراً عن أصحاب المنازل.
لكن ربما يرجع سبب فشل التنبؤات بتراجع سوق الإسكان إلى تقليل النقاد من شأن الرغبة الفطرية في امتلاك المنازل.
عدم وجود بدائل
وقد حلّقت مبيعات وأسعار المساكن حتى أثناء الوباء داخل وحول المراكز الحضرية المكتظة بالسكان في كندا، حيث يشكل المهاجرون مصدراً للنمو السكاني .
و من المحتمل أن يكون سفر المهاجرين آلاف الأميال ليكونوا مستأجرين مدى الحياة هو أحد الافتراضات التي أخطأت في توجيه المتنبئين بسوق الإسكان.
كما أظهر البحث أن الاستثمار في الإسكان يمكّن المهاجرين من سد فجوة الثروة مع السكان المولودين في كندا خلال فترة 17 عاما فقط.
وتظهر البيانات أن المبيعات ارتفعت بنسبة 50٪ في يناير/كانون الثاني مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
مع العلم أن تقديم قرار الاستثمار في الإسكان أو التكنولوجيا كخيار ثنائي ليس عملياً أيضاً، لأن الأسر على دراية بأسواق الإسكان. و لا يمكن قول الشيء نفسه عن الاستثمار في أسهم التكنولوجيا، المدرجة أحياناً في البورصات الموجودة في بلدان بعيدة.
كما كانت المؤسسات المالية تتصل بالكنديين قبل الركود الكبير في عام 2008، لدعوتهم للاستثمار في خطط مدخرات التقاعد المسجلة (RRSPs). و كانوا يرسلون كتيبات بالبريد حول النمو في أدوات الاستثمار مع الرسوم البيانية التي تصور الخطوط المتجهة إلى الأعلى فقط.
لكن هذا الركود قضى على تريليونات الدولارات من الاستثمارات وأزال ثقة المستثمرين بالتجزئة في أسواق الأسهم. و توقفت هذه المكالمات منذ عام 2008. ثم تحول الكنديون بشكل جماعي إلى الإسكان بسبب الأمان المالي و عدم وجود بدائل أفضل.
المصدر : Financial Post