إلى الجانب الشرقي من مبنى مجلس الشيوخ الكندي وسط مدينة أوتاوا، يعمل مئات الآلاف من النحل بجد لإنتاج العسل، حيث تمَّ نصب 13 خلية نحل في الصيف الماضي، كلٌّ منها رُسِمَتْ بأعلام تمثّل مقاطعات وأقاليم كندا، ليس من باب الزينة والزخرفة، بل لتساعد النحل على تحديد موقع مستعمرته لأن لكل واحدة وجهاً مختلفاً.
بيل ثورلو، الذي اعتاد تربية النحل منذ 40 عاماً، ويتولاها في مجلس الشيوخ الكندي يقول: “يسألني الناس، هل تُلدغ؟ والإجابة هي نعم، في كل مرة تخرج فيها. إنّه لأمر مدهش إذا لم تتعرّض للدغ”.
ينتج هذا النحل ما معدله 130 رطلاً من العسل لكل خلية، أي ما يعادل حوالى 40 لتراً، أو 165 كوباً من العسل، حيث يلفت ثورلو إلى أنّه “في كل خلية، في هذا الوقت من العام، هناك ما بين 50 إلى 60 أو 70 ألف نحلة، تترأسها ملكة واحدة فقط، وحوالى 90-95% من النحل العاملات من الإناث، والباقي من الذكور”.
من جهته، يقول المدير العام لإدارة المشروع في الخدمات العامة والمشتريات الكندية، المنطقة البرلمانية كارل دوبي: “خلال فترة تجديدنا للمبنى، بحثنا عن أسلوب مبتكر لتحسين الاستدامة البيئية لمشروعنا، فسمعنا عن برنامج النحل الحضري في ” فيرمونت”، وكان من الواضح أن هناك روابط مع المبنى بين شاتو لورييه ومحطة القطار السابقة”.
أما مدير العلاقات العامة في فندق فيرمونت شاتو لورييه دينين بيرين أوضح: “بالنسبة لنا، هذه شراكة رائعة، لنكون قادرين على المساعدة في استدامة نحل العسل لدينا. وكل قطرة عسل يتم إنتاجها هنا تعود إلى حيث بدأت، فهي إنتاج محلي بواسطة ثورلو، ونحن نعمل مع شركة Heavenly Honey ، وهي شركة منتجة محلية”.
وفي حين يبدو وسط مدينة أوتاوا كمكانٍ غريبٍ للإتحتفاظ فيه كمنحل يضم ما يقرب من مليون نحلة، إلا أنّ هناك أسباباً عديدة تجعله يعمل بشكل جيد – وفق ما يؤكد ثورلو: “أعداد النحل إلى تناقص، لذلك، وفي أوروبا على وجه الخصوص يضعون المزيد والمزيد من خلايا النحل في المدينة بسبب الاستخدام الأقل للمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب داخل حدود البلدية”.