الرسالة التي تلقتها ” روزماري لافرينير” في البريد في عام 2017 قرأتها مثل مزحة سيئة.
وجاء في الرسالة المكونة من جملتين من قسم المعاملات العقارية في مدينة مونتريال “يسعدنا أن نخبرك أن مدينة مونتريال تريد أن تكون مالكاً لقطعتين من الأراضي “. ودعتها الجملة التالية للتوقيع على مستند تم إرفاقه وإعادته بالبريد أو البريد الإلكتروني.
كانت القطعتان عبارة عن قطع أرض شاغرة اشترتها ” لافرينير” في مزاد علني عام 1986 على أمل الربح منها عند إعادة بيعها.
وتبلغ مساحة قطعتي الأرض أكثر قليلاً من فدان داخل حقل من 25 فداناً في Pointe-aux-Trembles.
إذاً، كم كان المبلغ والربح الذي عرضته المدينة على ” لافرينير” لشراء الأرض بعد 30 عاماً؟ لا شيء..!!
كانت الوثيقة التي طُلب منها التوقيع عليها هي التخلي عن حقها وحق ورثتها في الأرض، ونبذ أي حق الآن أو في المستقبل للتعويض أو الأضرار من المدينة.
وقالت لافرينير ” إن المدينة لا تعرض شراء أرضك، ولا تصادرها، ولكن عليك توقيع هذا التنازل.. نريد أن نمتلك ممتلكاتك.. إنه أمر مثير للسخرية!”.
في أواخر شهر أبريل / نيسان وسط جائحة COVID-19- تلقت لافرينير “إشعار تصحيح” يزيد فجأة قيمة الضريبة البلدية على أرضها .
على ما يبدو، تعتقد المدينة الآن أنه كان من الخطأ على مدى العقود الثلاثة الماضية في تقييم أراضي ” لافرينير” بأنها لا قيمة لها، وبات الآن قيمة الأرض بحسب المدينة مبلغ 367.400 دولار لقطعة الأرض الكبيرة و 75.600 دولار لقطعة الأرض الصغيرة وسيكلفها هذا التغيير حوالي 6000 دولار سنوياً من الضرائب للبلدية .
إذاً، يبدو لها أن المدينة تستخدم احتمال دفع آلاف الدولارات سنوياً من الضرائب كوسيلة ضغط عليها للتخلي عن ممتلكاتها.
ماذا تريد مونتريال من ملاّك الأراضي؟
شرع قسم المعاملات العقارية في المدينة في الحصول على الأراضي المملوكة للقطاع الخاص في عام 2017 مستنداً بنماذج التخلي بدلاً من الدفع وبذلك لن تكلف عمليات الاستحواذ مدينة مونتريال شيء، لأن المالكين يتنازلون عن حقهم في التعويض عن طريق التوقيع على النموذج، وعندما ترغب المدينة في الحصول على أراض من كبار المطورين، تقوم بمصادرتها أو دعوتهم للتفاوض على مبادلة الأراضي أو المبيعات، لكن الملاك الصغار يحصلون على نماذج في البريد لإرشادهم للتوقيع على التنازل عن حقوقهم..!
مثل ” لافرينير” تلقت ” إيلينا كريفوشيفا” “تصحيح” تقييم البلديات، ونموذج التوقيع عن التنازل!
كذلك، استولت المدينة ببساطة على قطعة أرض ” جيل لابريش” في عام 2017 دون إخباره.
قال لابريش، البالغ من العمر 87 عاماً “هذا ليس عدلاً” فقد أرسلت له المدينة نسخة من الوثيقة التي تعلن أن المدينة هي المالك على ممتلكاته في Registre foncier du Québec في وقت وعد إحدى بناته بمنحها الأرض بالميراث.
و” لابريش” ليس المالك الوحيد في الميدان الذي استولت المدينة على أملاكه من خلف ظهره، ويقول: ما هو مهم للغاية لمونتريال حول قطعة أرض بحجم 18 ملعب كرة قدم، تقع بين حديقة Pointe-aux-Prairies هو الأبنية السكنية؟!” .
وكذلك قال ” كريستوس جولاكوس” البالغ من العمر 90 عاماً أنه لم يكن على علم بأن المدينة قد قدمت سنداً بأخذ حصصه الست في عام 2017!!.. وقال: “لم أتلق شيئاً من المدينة”
وتدافع المدينة عن موقفها وتقول إنها نشرت إشعارات قانونية بعمليات نقل الكثير من الممتلكات، في التلفزيون وفي صحف محلية مثل : Montreal Gazette و Le Devoir في 2017.
وتتساءل شانتال لابريش ابنة جيل لابريش “من يقرأ الإشعارات القانونية في الصحف؟! إن المدينة تستغل كبار السن.. إنها ممارسة غير عادلة”.
تقول سوزان ديكاري عضوة مجلس المدينة المحلية، “إن أفعال المدينة التي تنتزع الأراضي دون علم أصحابها، أمر غير أخلاقي إطلاقاً.. نحن لا نتوقع ذلك من مؤسسة يجب أن يكون لديها قيم وأخلاق، فلا يصحّ سرقة الأرض من الناس، وإن كل ما يتعلق بالقضية هو انحراف… نحن نتحدث عن مؤسسة ! ولكن إذا كنا نتحدث عن رجل أعمال خاص، فإننا سنتحدث عن الفساد”.
وتختم ” روزماري لافرينير” بالقول ” يبدو الأمر وكأن الكثير من الأشخاص غير الأذكياء اجتمعوا، وحاولوا ابتكار شيء ماكر، وهو أمر مثير للضحك حقاً”.
اقرأ أيضا : وزير المالية : نتجه إلى عجز تاريخي مذهل ونحتاج إلى خمس سنوات لاستعادة التوازن
كيبيك تتفوق على أبرز دول العالم في نسبة عدد الوفيات لكل مليون نسمة