لقد دخلنا المرحلة الأخيرة من المراحل الخمسة الخاصة بالحزن الذي سببه وباء COVID-19: الغضب.
كانت المرحلة الأولى عبارة عن خوف وحزن، حيث مات الكثيرون واختبأنا عن بعضنا البعض كما لو كنا أسلحة بيولوجية (وربما كنا كذلك).
أما المرحلة الثانية فكانت الإحباط والمساومة.
بينما كانت المرحلة الثالثة الملل الذي حلّ في الشتاء، عندما شعرنا بأننا محبوسون مثل السجناء.
وقد جاءت المرحلة الرابعة مؤخراً ، وإن كانت لفترة وجيزة: الأمل! حيث ظهرت اللقاحات وبدأت كيبيك في استعادة عافيتها.
وبدت النهاية قريبة، إلا أن الأنواع المتحولة من الفيروس صدمتنا وأحبطتنا، وبالنسبة للكثيرين، فقد فعلت الحكومة الشيء نفسه.
المرحلة الخامسة
مما أدى إلى وصولنا إلى المرحلة الخامسة، التي يشكو فيها معظم السكان، حتى داعمي الحكومة الناطقين بالفرنسية، من تغيير رئيس الوزراء لقواعد الصحة العامة بشكل مستمر. لماذا نعيد افتتاح الصالات الرياضية و الصفوف الدراسية المزدحمة في ظل وجود الأنواع المتحولة من الفيروس؟
كما قام رئيس الوزراء بإعادة حظر التجول إلى الساعة 8 مساءاً. أي أنه فعلياً يعاقبنا على خطأه في فتح المدارس في وقت مبكر جداً، عندما نصحه الخبراء والكثير من الأشخاص بعدم فعل ذلك.
لكن وعلى الرغم من ذلك، لا يوجد أي دليل علمي على أن حظر التجول قد أحدث فرقاً في تغيير معدلات الإصابات.
مع العلم أن معظم الإصابات تحصل في أماكن العمل والمدارس. فلماذا يمنع السكان من القيام بنزهة الربيع المسائية؟
لماذا تعاملنا مثل الأطفال الذين يسيئون التصرف، بينما تظهر أرقام الإصابات المستقرة في مونتريال وعي السكان إلى حد كبير.
ومع ذلك، فإن معظم الشباب ينامون في منازل الأصدقاء لتجنب حظر التجول، وأخشى أن المزيد سيفعلون ذلك حالياً.
لقد سئم الجميع من القواعد المتغيرة باستمرار والتي غالباً ما تبدو غريبة ومتناقضة. و يشكو الكثيرون من عدم قدرتهم على زيارة أسرهم، على الرغم من أنه يسمح لهم باصطحابهم لمشاهدة فيلم.
و لا يفترض أيضاً أن ترى مجموعة صغيرة من الأشخاص في الخارج، لكن إذا كانوا يمارسون الرياضة فلا بأس في ذلك.
وكانت أحدث هذه التغييرات إلزام راكبي الدراجات أو العدائين أو المشاة من منازل مختلفة بارتداء الكمامات في الخارج.
لقد صدم هذا عالم ركوب الدراجات، حيث عبّر العديد من سائقي الدراجات الذين يعانون من صعوبة التنفس عن قلقهم وخوفهم من حدوث الاختناق.
ماذا بعد ؟
ماذا بعد؟ هل سيتعين على السبّاحين ارتداء الكمامات عند قدومهم لسطح الماء للتنفس، ثم إزالتها عند الغطس؟!
لماذا طلبت ارتداء الكمامات في الهواء الطلق؟ لقد كتبت مؤخراً أن احتمال الإصابة بـCOVID-19 في الهواء الطلق يبلغ 5٪، ولكن وجدت دراسة جديدة كبرى أجرتها وكالة الصحة الوبائية الرائدة في ايرلندا أن هذه النسبة تبلغ 0.001٪.
لماذا تريد منع الناس من التواجد في الهواء الطلق بشتى الوسائل؟
لكن وعلى الرغم من ذلك، فقد دخل الناس في مقاطعات أخرى في مرحلة الغضب أيضاً، على الرغم من أنهم يملكون أسباباً أقل منا. حيث يشعر العديد من سكان أونتاريو بالغضب من رئيس الوزراء دوج فورد لإعلانه مؤخراً عن إعادة افتتاح العديد من المناطق، بالرغم من تحذير مستشاريه من كارثة الموجة الثالثة.
كما تلقى فورد العديد من الانتقادات بسبب إغلاق المخيمات بعد أسبوع تقريباً من افتتاحها، مستشهدين أيضاً بالدراسة الإيرلندية التي تخص انتقال العدوى في الهواء الطلق.
أما في ألبرتا، فقد أدان نصف النواب في الجمعية الوطنية Jason Kenney بشكل علني على خلفية الإجراءات الصحية الجديدة الصارمة التي أعلن عنها.
يوجد في كندا 10 مقاطعات وثلاثة أقاليم، لكن يبدو أننا نملك 22 مجموعة مختلفة من القواعد للتغلب على الوباء، لكن لا توجد قواعد بقسوة قواعدنا.
كما تحولت فرحة اللقاح إلى تردد بسبب الجدل الذي أثاره لقاح AstraZeneca.
الأمور صعبة بما فيه الكفاية مع التضحيات التي يجب أن نقدمها لأسباب علمية مثبتة، مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وتجنب الآخرين في الداخل.
إلا أن قيام الحكومة بمعاقبتنا من خلال وضع قواعد دون دعمها بحقائق قوية هو أمرٌ محبط وربما يأتي بنتائج عكسية.
عادةً ما تكون المرحلة الأخيرة من الحزن هي القبول والتعايش، لكني لن أشعر بالقبول حتى تصبح القواعد منطقية علمياً، وحتى نستعيد حقنا في ممارسة أنشطة بسيطة مثل نزهة ربيعية مسائية.
-Montreal Gazette