بقدر ما هو ممتع العيش في حي سان هنري في مونتريال، إلا أنّ تكلفة المعيشة مرتفعة للغاية، والمساكن ذات الأسعار المعقولة صغيرة جداً.
وقالت راشيل كلود التي تعمل وصديقها حالياً من المنزل: “لقد كان الوباء هو الذي حفزني وصديقي على البدء في النظر إلى المنازل على الشاطئ الجنوبي”.
ورغم أنّ الحي الذي تقطنه، في منطقةSud-Ouest ، مليء بالمطاعم العصرية الجديدة،وقالت: “أنا فتاة المدينة. يعجبني عندما يكون هناك عمل في المدينة”، إلا أنّها ليست وصديقها الوحيدين اللذين يتطلعان إلى الخروج من مونتريال، حيث ارتفعت أسعار الإيجارات والعقارات في السنوات الأخيرة.
وأظهر استطلاع حديث أجرته إذاعة كندا، بإشراف مايكل بيرن، أنّ 42% من المستجيبين، أعربوا عن أنّه من المحتمل أو المحتمل جداً أن يغادروا مونتريال، وشمل الاستطلاع، الذي أُجري بين 30 أيلول / سبتمبر و4 تشرين الأول / أكتوبر، 1454 من البالغين في منطقة مونتريال.
ليست عملية سريعة
وقال بيرن: “بينما تظهر النتائج أن الناس يتطلعون إلى الخروج من المدينة، فإن هذا لا يعني أن الناس سينتقلون بين عشية وضحاها، وعندما تكون لديك نية لمغادرة مدينة ما، فإن القيام بذلك في الواقع ليس سهلاً مثل تغيير ماركة الزبادي الخاصة بك”.
ولكن حتى لو غادرت نسبة صغيرة فقط – وفقاً للاستطلاع – فهناك عدّة عوامل تشجع الناس على القيام بذلك.
وتُعدُّ الخيارات خارج مونتريال أرخص من المدينة، حيث يمكن أن يكلف استئجار شقة من غرفتي نوم أكثر من رهن عقاري منخفض الفائدة لمساحة معيشة أكبر في ساوث شور.
وبالنسبة إلى كلود وصديقها، هذا سبب وجيه للبحث عن مكان جديد بعيداً عن مونتريال لأن العيش في المدينة يأتي بسعر باهظ.
ومن بين أولئك الذين أجابوا على الاستطلاع، قال 76% بأنّهم يفكرون في الانتقال لدفع مبلغ أقل كل شهر، كما يرغب 55% في الحصول على مكان أكبر و46% يريدون المزيد من المساحات الخضراء، و25% آخرون أكدوا أنّ العمل من المنزل هو عامل محفز.
النزوح الجماعي
وفي السياق، أكد الخبراء أنّ النزوح الجماعي غير مرجح، أقلّه حالياُ، حيث لا يعتقد الأستاذ في جامعة مونتريال، جان فيليب ميلوش (متخصص في الاقتصاد الحضري)، حدوث نزوح جماعي، لأن معدلات الشواغر في المدينة لا تزال منخفضة.
لكن مع انتقال عدد أقل بكثير من المهاجرين والطلاب الأجانب إلى مونتريال، فقد يبدو أن المدينة تُستنزف من السكان، وبمجرد عودة المهاجرين والطلاب الأجانب سيتغير ذلك.
وأشارت ميشلين لابيير (وكيلة عقارات) إلى أن المنازل تُباع بسرعة في ساوث شور بمونتريال وغالباً بسعر أعلى مما يطلبه البائعون، لافتة إلى أنّها لم ترَ أبدًا الكثير من الأشخاص الذين يتطلعون للانتقال إلى ساوث شور، وأن أسعار المنازل أعلى من تلك التي يُطلق عليها العديد من مقدمي العروض الذين يتنافسون على نفس العقار.